×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ولم يكن من هديه الالتفات في الصلاة، وفي «صحيح البخاري» أنه سئل عنه، فقال: «هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ العَبْدِ» ([1]).

****

الالتفات في الصلاة على قسمين:

القسم الأول: التفات بالقلب عن الله جل وعلا، وهذا منهي عنه، وهذا يبطل الصلاة؛ لأنه يخرج قلبه من الصلاة، ويفكر في غيرها، فهذا لا يكتب له أجر لصلاته، إلا ما حضر قلبه فيه، ربما لايكتب له شيء، ربما يكتب له ربعها، ثلثها، عشرها ([2])، بقدر ما يحضر قلبه فيه، هذا الالتفات بالقلب.

القسم الثاني: التفات بالبدن، وهو نوعان: النوع الأول: الالتفات بالبدن عن القبلة، والانحراف عن القبلة، وهذا يبطل الصلاة، إلا إذا كان لضرورة.

النوع الثاني: الالتفات بالرقبة فقط، وهذا لا يبطل الصلاة، وإنما يكره كراهة تنزيه، وعند الحاجة تزول الكراهة، فله أن يلتفت برقبته للحاجة، ولا كراهة في ذلك.

واختلاس: يعني نقص وسرقة، يختلسها الشيطان من صلاة العبد؛ لينقصها عليه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (751).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (796)، والنسائي في الكبرى رقم (615)، وأحمد رقم (18879).