×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأما الدعاء بعد السلام مستقبل القبلة أو المأمومين، فلم يكن ذلك من هديه، وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها وأمر بها فيها، هذا هو اللائق بحال المصلي، فإنه مقبل على ربه، فإذا سلم، زال ذلك، ثم كان صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره كذلك ([1]). هذا كان فعله الراتب،

****

  أما الدعاء بعد صلاة الفريضة مستقبل القبلة، قبل أن ينصرف إلى المأمومين، أو بعد انصرافه للمأمومين، فهذا لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، والدعاء يكون في صلب الصلاة، ولا يكون خارج الصلاة.

في الصلاة قبل السلام، وزال ذلك؛ لأن الدعاء في الصلاة له مزية؛ لأنه متوجه إلى الله في صلاته، يناجيه ويدعوه، فالدعاء الذي يتعلق بالصلاة يكون في داخلها.

هذا هو الهدي الغالب من هديه صلى الله عليه وسلم، أنه كان يسلم تسليمتين عن يمينه وعن شماله، بهذا اللفظ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ». أما الاقتصار على تسليمة واحدة، فهذا إنما جاء في بعض النوافل في صلاة الجنازة، وأما في الصلاة، فإنه كان يسلم تسليمتين عن يمينه وشماله.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (582).