وكان
إذا قام في الصلاة طأطأ رأسه، ذكره أحمد، وكان في التشهد لا يجاوز بصره إشارته،
وقد جعل الله قرة عينه ونعيمه في الصلاة. وكان يقول: «يَا بِلاَلُ، أَرِحْنَا
بِالصَّلاَةِ» ([1]).
****
هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ»؛ كما علم ذلك لسبطه
الحسن ابن علي رضي الله عنهما ([2]).
كان لا يرفع رأسه
وهو قائم، بل كان يطأطئه؛ يخفض رأسه، وينظر إلى موضع سجوده -كما سبق-، أما ما
يفعله بعض الناس، من أنه يحني رأسه حتى يكون قريبًا من الركوع، فهذا لا أصل له،
إنما كان يخفض رأسه خفضًا، لا يرفعه ويشخصه، ولا يرفع رأسه إلى السماء؛ لأن هذا
محرم، وفيه وعيد شدىد.
في التشهد ينظر إلى
سبابته، وفي بقية الصلاة ينظر إلى موضع سجوده.
قد جعل الله قرة عينه وراحته وطمأنينته وأُنسه في الصلاة، كان يستريح فيها من الأشغال والهموم والمهام الصعبة، كان يفزع إلى الصلاة؛ لما يجد فيها من الراحة واللذة والسرور، فالصلاة كما قال الله جل وعلا: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153].
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4985)، وأحمد رقم (23088).