×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ثم كان يتشهد دائمًا بهذه الجلسة، ويعلم أصحابه أن يقولوا: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ،...» ([1])،

****

  كان في هذه الجَلسة، والجَلسة غير الجِلسة؛ لأن الجِلسة اسم هيئة، أما الجَلسة، فهي اسم المرة، ففي هذه الجلسة -بعد الركعة الثانية من الرباعية أو من الثلاثية- كان يقول: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ...» إلى قوله: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، هذا التشهد الأول، وكان يحفِّظ أصحابه هذا الدعاء كما يحفِّظهم السورة من القرآن؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ([2]).

«التَّحِيَّاتُ»: أي: جميع التعظيمات لله سبحانه وتعالى ؛ فهو الذي يستحق أن يعظم.

«الصَّلَوَاتُ»: الصلوات الخمس، والصلوات النوافل كلها لله؛ كما قال جل وعلا: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأنعام: 162]، فكل الصلوات وكل الدعوات للَّه جل وعلا.

«الطَّيِّبَاتُ»: أي: كل طيب من القول والعمل فهو لله، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا» ([3])، فالطيبات كلها لله من


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (831)، ومسلم رقم (402).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6265)، ومسلم رقم (402).

([3])أخرجه: مسلم رقم (1015).