فإن
لم تكن سترة، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ
الْمَرْأَةُ، وَالْحِمَارُ، وَالْكَلْبُ الأَْسْوَدُ» ([1])،
ومعارض هذا صحيح ليس بصريح، أو صريح ليس بصحيح،
****
هذا بيان فائدة
السترة، أنها تمنع المار بين يديه، وقد يقطع الصلاة المرور في ثلاثة أشياء ورد بها
الحديث: المرأة، والكلب، والحمار؛ كما جاء في الحديث الصحيح، فإذا مر أحد من هذه
الثلاثة أمامه قريبًا منه، ولم يكن له سترة، فإنها تقطع صلاته.
اختلف العلماء: هل
المراد بالقطع إبطال الصلاة، ولا بد من إعادتها، أو المراد بالقطع قطع الثواب ونقص
الثواب؟ الذي عليه الجمهور أن المراد بالقطع القطع المعنوي، الذي هو نقص الثواب،
ولكن على كل حال هذا خطأ. والكلب الأسود خاصة، أما بقية الكلاب، فلا تقطع، والأسود
ورد في الحديث أنه شيطان ([2])، لأن الشيطان يتشبه
به، أو يتمثل به، أو أنه شيطان من شياطين الدواب؛ لأن الشيطان هو: ما تمرد من
الجن، أو من الإنس أو من الدواب، كلٌّ يقال له: شىطان.
قوله: «ومعارض هذا صحيح ليس بصريحٍ، أو صريح ليس بصحيحٍ» الصريح: هو الذي لا يحمل إلا معنى واحدًا، هذا هو الصريح، والصحيح: هو ما صحَّ سنده، أن يكون من رواية الثقات؛ ثقة عن ثقة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (511).