ثم
تكلم، ثم أتمها، ثم تشهد، ثم سجد، ثم سلم ([1])،
وصلى صلى الله عليه وسلم وانصرف، وقد بقي من الصلاة ركعة، فقال له طلحة رضي الله
عنه: نسيت ركعة، فرجع، ودخل المسجد، وأمر بلالاً فأقام، فصلى للناس ركعة. ذكره
أحمد ([2]).
****
هذا سجود عن نقص، فيكون السجود له بعد السلام
-أيضًا- مع أنه تكلم، لما ذكروا له السهو، تكلم، وقال: «لَمْ أَنْسَ»، ثم
سأل: «أَكَمَا يَقُولُ ذُو اليَدَيْنِ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ، صَلَّيْت
رَكْعَتَيْنِ. فدل على أنه إذا تكلم سهوًا في الصلاة لمصلحتها، تكلم في الصلاة
متعمدًا، لكنه لمصلحتها، أن ذلك لا يضر الصلاة، وإلا فالكلام بغير حاجة في الصلاة
يبطلها: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ
النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ»
([3])، أما إذا كان
الكلام لمصلحة الصلاة، ففي مثل هذه الحالة لا يبطل الصلاة، وهذه فائدة عظيمة.
هذا النوع الثالث من نسيانه صلى الله عليه وسلم: أنه نقص ركعة من الرباعية، وسلم قبل أن يتمها، وقام فخرج من المسجد، فأدركه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وأخبره أنه نسي ركعة، فرجع صلى الله عليه وسلم، وأتى بالركعة، وسجد للسهو.