وكان
يصلي عامة السنن، والتطوع الذي لا سبب له في بيته، لا سيما سنة المغرب، فإنه لم
ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البتة. ولعله فعلها في المسجد، وكان محافظته على سنة
الفجر أشد من جميع النوافل، وكذلك لم يكن يدعها هي والوتر لا سفرًا ولا حضرًا، ولم
ينقل عنه أنه صلى في السفر سنة راتبة غيرهما،
****
كان صلى الله عليه
وسلم يصلي النوافل في بيته -إلا الصلاة التي لها سبب؛ كصلاة الكسوف، فإنه كان
يصليها في المسجد؛ وذلك لأن الصلاة في البيت لها فضل، وقد حَثَّ صلى الله عليه وسلم
على صلاة النفل في البيت، قال: «إِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ
إِلاَّ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ» ([1])، وقال: «لاَ
تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا..» ([2])، يعني: لا تصلوا
فيها؛ لأن القبور لا يصلى عندها، فلا تشبه بيتك بالقبر، فلا يصلي عنده، بل تحيي
بيتك بالصلاة؛ صلاة النافلة، صلاة الليل.
راتبة المغرب التي
بعدها، وللمسلم فعل هذه الرواتب في المسجد، ولكن فعلها في البيت أفضل.
نعم، لم يكن يدعها لا حضرًا ولا سفًرا، حتى إنه لما نام هو وأصحابه في بعض الأسفار عن صلاة الفجر، ولم يستيقظوا إلا من حر الشمس، صلى الراتبة قبل الفجر، ولم يتركها ([3])، مما يدل على
([1])أخرجه: البخاري رقم (731)، ومسلم رقم (781).