وخلصت
قارئها من الشرك العلمي، كما خلصته ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا
الْكَافِرُونَ *﴾ [الكافرون: 1- ] من الشرك العملي،
وتوحيد العلم هو
توحيد الربوبية، والعمل الذي هو توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية يسمى التوحيد
العلمي، وتوحيد الألوهية يسمى التوحيد العملي.
والجملة في توحيد
الربوبية والأسماء والصفات، و﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ -التي هي سورة الإخلاص-
تعدل ثلث القرآن؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: « تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ»
([1])، في الفضل، لا في
الكمية، بل في الفضيلة؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التوحيد.
القسم الثاني: الأوامر والنواهي
والشريعة.
القسم الثالث: الأخبار والقصص.
القرآن لا يخرج عن
هذه الأقسام، وسورة الإخلاص في التوحيد الخبري العلمي، فلذلك تعدل ثلث القرآن،
ولشيخ الإسلام ابن تيمية مؤلف مستقل: «جواب أهل العلم والإيمان بتحقيق ما أخبر به
رسول الرحمن من أن ﴿قُلۡ
هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ تعدل ثلث القرآن».
أما سورة ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [الكافرون: 1]، فهي في توحيد الألوهية؛ لأنها في العبادة، خلصت صاحبها من الشرك العملي -شرك العبادة-، فلذلك كانت تعدل ربع القرآن.
([1])أخرجه: مسلم رقم (811).