×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

لم يكن صلى الله عليه وسلم يدع صلاة الليل حضرًا ولا سفرًا، وإذا غلبه نوم أو وجع، صلى من النهار اثنتي عشر ركعة ([1]).

****

أما إذا كان الإنسان يسهر -كما اعتاد الناس اليوم من السهر بالليل-، فلا يستطيع أن يقوم، حتى ما يقوم لصلاة الفريضة، فكيف بقيام الليل؟! كل شيء له مقدار، وكل شيء له وقت، وكل شيء يحتاج إلى حساب.

نعم، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدع قيام الليل لا في الحضر ولا في السفر؛ كما يأتي أنه كان إذا سافر، تهجد على الراحلة أينما توجهت به، ولا يدعه حضرًا، بل كان إذا مرض صلى الله عليه وسلم، كان يصلي قاعدًا، كان يقوم من الليل قاعدًا ([2])، جالسًا في صلاته؛ مما يدل على حرصه على قيام الليل، ولو قدر أنه منعه مانع من قيام الليل من نوم أو مرض، فإنه يصلي في النهار -كما سيأتي-، على الصفة التي سيأتي بيانها، أو يحافظ على قيام الليل.

إذا غلبه شيء لم يتمكن معه من قيام الليل من مرض وغيره، فإنه يصليه بعد ارتفاع الشمس، لكن لا يصليه وترًا، وإنما يصليه شفعًا، كان من عادته أنه يوتر بإحدى عشرة ركعة، فإذا لم يؤدها بالليل، صلاها بالنهار، وشفعها ثنتي عشرة ركعة؛ لأن النهار ليس فيه وتر.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (746).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (1307)، وأحمد رقم (26114).