في معنى نافلة لك: هل المراد أن القيام سنة في
حق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا معنى النافلة، أو أن قيام الليل فريضة على
النبي؟ قيام الليل واجب على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من خصائصه صلى الله
عليه وسلم.
فيكون معنى قوله تعالى:
﴿نَافِلَةٗ﴾ أي: زيادة لك في الخير، قال: لأن المسلمين يصلون الليل لتغفر ذنوبهم،
الرسول ليس له ذنوب صلى الله عليه وسلم، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
فتكون صلاة الليل زيادة في رفعة درجاته صلى الله عليه وسلم، ونافلة: يعني زيادة في
الخير، وليس المراد بالنافلة السنة المستحبة.
ومقدار قيامه صلى
الله عليه وسلم بالليل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، وسيأتي صفة صلاته لهذه الإحدى
عشرة، أو الثلاث عشرة، كان يداوم على هذا في رمضان وفي غيره، لكن كان صلى الله
عليه وسلم يطيل القيام، ويطيل الركوع، ويطيل السجود، كان يطيل صلى الله عليه وسلم،
فهي إحدى عشرة ركعة، لكنه كان يطيل صلى الله عليه وسلم.
قام حتى تفطرت قدماه من طول القيام صلى الله عليه وسلم، ليس المقصود سرد إحدى عشرة أو ثلاث عشرة سردًا فقط، لا، بل مع الطمأنينة وطول القيام، وطول الركوع، وطول السجود، والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، وإلا يمكن أن تصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة في خمس دقائق أو دون ذلك.