×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

    وكان يستغني عنها بقيام الليل، قال مسروق: «كُنَّا نَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فَنَبْقى بَعْدَ قِيَامِ ابْنِ مَسْعُودٍ، ثُمَّ نَقُومُ فَنُصَلِّي لِلضُّحَى فَبَلَغَ ابْنَ مَسْعُودٍ ذَلِكَ فَقَالَ: «لِمَ تحملون عِبَادَ اللَّهِ مَا لَمْ يُحَمِّلْهُمُ اللَّهُ، إِنْ كُنْتُمْ لاَ بُدَّ فَاعِلِينَ فَفِي بُيُوتِكُمْ» ([1]). وقال سعيد بن جبير: «إِنِّي لَأَدَعُ صَلاَةَ الضُّحَى، وَأنَا أَشْتَهِيهَا، مَخَافَةَ أَنْ أُرَاهَا حَتْمًا عَلَيَّ» ([2]).

****

الأرض، فيكون لها حرارة، و«أَوْصَى بِهَا» يدل على أن هذا الحديث من أحاديث الإثبات.

كان صلى الله عليه وسلم يستغني عنها بقيام الليل، فإذا قيل: لماذا لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة رضي الله عنها ؟ يجاب عن هذا: أنه كان يستغني عنها بقيام الليل.

وهذا من ابن مسعود رضي الله عنه يدل على أنها غير متأكدة، ومن أراد أن يفعلها، فليفعلها في بيته؛ لئلا يظن الناس أنها فريضة؛ لأن مسروقًا ومن معه من تلاميذ ابن مسعود كانوا إذا قام ابن مسعود، بقوا بعده بالمسجد يصلونها، فهو نهاهم عن ذلك؛ لأن ذلك يحمل الناس ما لم يحملهم الله، فيظنون أنها فريضة أو واجبة، فإذا صلوها في بيوتهم، لم يعلم عنهم أحد.

وهذا سعيد بن جُبيِر رحمه الله من أئمة التابعين، ومن تلاميذ ابن عباس يشتهي صلاة الضحى، ويحب أن يصليها، لكن يخشى من أن


الشرح

([1])أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (7777).

([2])أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (7783).