ورواه
في الموطأ، وصححه الترمذي -أيضًا- بلفظ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْسُ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ
تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ
إِلاَّ وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ
الشَّمْسُ؛ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ. إِلاَّ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ، وَفِيهِ
سَاعَةٌ لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ
شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»،
****
فتجمعت فيه هذه الأحداث العظيمة، فهذه من
فضائله دون سائر الأيام، لكن مع الأسف كثير من الناس لا يقدرون يوم الجمعة قدره،
ويعتبرونه يوم عطلة ونوم، ورحلات في البر، ولا يقدرون لهذا اليوم قدره، ولا يحسبون
له حسابه، فهذه خسارة، وأعظم من ذلك إذا ترك صلاة الجمعة، ونام على فراشه، أو جلس
بشغله، صلى الجمعة أو لم يصل، يصلي ظهرًا وما أشبه ذلك، فهذه خسارة عظيمة.
أو ما جاء يوم
الجمعة إلا آخر الناس، بعدما تنتهي صلاة الجمعة، أو يدرك بعضها، وقد تفوته خطبة
الجمعة، التي أمر الله بالسعي إليها: ﴿فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ [الجمعة: 9]، فيه
خسارة عظيمة، ويُحْرَمُ التبكير يوم الجمعة.
والدواب لها إدراك، فهي تخاف من قيام الساعة في هذا اليوم، ولذلك تصيح من الفجر إلى أن تطلع الشمس خشية من قيام الساعة، وأما نحن، فغافلون، لا ندري عن شيء، ولا نخاف من شيء، ولا نرغب في شي، إلا ما شاء الله.