قَالَ
كَعْب الأحبار: ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ، فَقُلْتُ: «بَلْ فِي كُلِّ
جُمُعَةٍ»،
****
ويوم الجمعة بالنسبة
لنا يوم ضحك ولعب، ويوم خروج للبر، وأكل وشرب، وما أشبه ذلك.
ومن أعظم فضائل يوم
الجمعة أن فيه ساعة، ساعة قصيرة، ليست الساعة الستين دقيقة، لا، بل هي ساعة زمنية
قصيرة، لحظة، لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا، إلا أعطاه الله، يصادفها وهو
قائم يصلي، إلا أعطاه الله إياه، فهي ساعة إجابة.
ولكن الله أَخفاهَا
في هذا اليوم، من أجل أن يجتهد المسلم في كل اليوم، فإذا اجتهد في كل اليوم، أصاب
هذه الساعة، أما إذا اجتهد في بعض اليوم، يمكن أن يصيبها، ويمكن أن يخطئها، فلعل
من الحِكَم أن الله أَخفاهَا حتى يستغل المسلم اليوم كله في العبادة والدعاء.
أبو هريرة رضي الله
عنه ذكر هذا لكعب الأَحبار، وكعب الأَحبار هذا من علماء اليهود من أهل اليمن، ثم
أسلم، دخل في الإسلام.
لما ذكر له أبو هريرة هذا الفضل، قال: هذا يوم في السنة، قال أبو هريرة: «بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ». ثم إن أبا هريرة رضي الله عنه حدث بذلك عبد الله بن سلام، وهو -أيضًا- من أَحبار اليهود، وقد أسلم، وحسن إِسلامه رضي الله عنه، فوافق أبا هريرة أنه في كل جمعة.