ليس المقصود مجرد خطبة، أو مجرد كلام أو سد
فراغ، المقصود خطبة تفي بالغرض، وتكون كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ تكون
جزلة الألفاظ، قوية المعاني، مؤثرة، مشتملة على بيان التوحيد وبيان أركان الإسلام،
والتنبيه على ما يحصل في المجتمع من المخالفات، ينبه عليها.
وتكون قصيرة مختصرة،
لا مطولة، ويجتهد في إلقائها بصوت يؤثر على الناس، لا يكون صوتًا خافتًا، أو صوتًا
متكاسلاً، وإنما يكون صوتًا مؤثرًا، كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب يوم الجمعة،
احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلاَ صَوْتُهُ صلى الله عليه وسلم، حتى كأنه منذر جيشٍ،
يقول: «صَبَّحَكُمْ -أي: الجيش- وَمَسَّاكُمْ»، فهو يحذر صلى الله عليه
وسلم مما يحيط بهم وينتظرهم من الأخطار؛ حتى يستعدوا لذلك.
فخطبة الجمعة يجب
الاهتمام بها، يجب الاهتمام في موضوعها، يجب الاهتمام في إلقائها، يجب الاهتمام
باختصارها وعدم تطويلها، كل هذا من هديه صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة، ولا
يدخل فيها ما لا يحتاجه الناس، ويكون بعيدًا عن أفهامهم ومداركهم؛ كالأمور
السياسية وشئون الدول، وما أشبه ذلك مما هو بعيد عما يحتاجه الحاضرون.
«وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ» أي: ينكر ما يحصل من المعاصي ومن المخالفات؛ لأن هذا يؤثر في السامعين، وقول: «كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ»؛ يحذر من غزو من العدو، يخشى أن يداهم المسلمين صباحًا أو مساءً.