×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ومنها: ساعة الإجابة.

وكان صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلاَ صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: «صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ» ([1]).

****

  ومن هذه الخصائص خاصية عظيمة، وهي أن في هذا اليوم ساعة الإجابة، الساعة التي يستجيب الله فيها لمن دعاه؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن «فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» ([2])، وهذه الساعة لم يبينها الله، ولا رسوله، في أي جزء من يوم الجمعة؛ من أجل أن يجتهد المسلم في سائر اليوم، ويكثر من الدعاء؛ يتحرى هذه الساعة.

والعلماء اجتهدوا في تحريها وتحديدها على أقوال تزيد على أربعين قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، ولكن أرجحها قولان:

القول الأول: أنها من دخول الإمام إلى أن تقضى صلاة الجمعة ([3]).

والقول الثاني -وهو قول الإمام أحمد-: أنها آخر ساعة من يوم الجمعة، آخر ساعة قبيل غروب الشمس من يوم الجمعة ([4]). والإمام ابن القيم يرجح هذا القول، وإن كان القول الأول -أيضًا- له خاصية، وله فضيلة.

ومن خصائص يوم الجمعة الخطبتان، وهما ذكر الله سبحانه وتعالى، كان صلى الله عليه وسلم يهتم بهاتين الخطبتين في إلقائهما وفي مضمونهما،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (867).

([2])أخرجه: البخاري رقم (935)، ومسلم رقم (852).

([3])أخرجه: مسلم رقم (853).

([4])أخرجه: الترمذي رقم (490)، وابن ماجه رقم (1138).