وكان
يقول في خطبته: «أَمَّا بَعْدُ» ([1])،
وكان يقصر الخطبة ويطيل الصلاة،
****
كان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته؛ يعني:
يبدؤها بحمد الله والثناء عليه، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله،
ثم يقول: أما بعد. و«أَمَّا بَعْدُ» كلمة عظيمة، ينتقل فيها من موضوع إلى
موضوع.
هذا هديه صلى الله
عليه وسلم أنه كان يقصر الخطبة، وقد مر بكم نموذجان من خطبه صلى الله عليه وسلم،
فليس المقصود كثرة الكلام أو طول الخطبة، وإنما المقصود التأثير، وكلما قل الكلام،
كان أشد تأثيرًا وأبقى في النفوس، فإذا أطلت الكلام، فإن هذا يبعث على السأم
والملل وشرود الأذهان، فهذه من الحكمة في تقصير الخطبة، من أجل أن يستجمع
السامعين، ويستوعبوا الخطبة، أما إذا أكثر الكلام، وأطال الكلام، فهذا لا يكون
حافزًا على استيعاب الخطبة، يضيع آخرها أولها.
ومن المعلوم أن
الإمام يراعي أحوال المأمومين، البعض يخطب ساعة ونصف، هذا خلاف سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم، كان هديه وفعله أنه يقصر الخطبة، وكان يأمر بذلك، فيقول: «إِنَّ
طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ» ([2])، فالذي يطال هو
الصلاة.
وقد كان يقرأ في الركعتين في الجمعة تارة بسورة الجمعة والمنافقون، وتارة بسبح والغاشية، وهما سورتان طويلتان نسبيًّا، مع كيفية قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم، القراءة المترسلة، وترتيل النبي صلى الله عليه وسلم والوقوف
([1])أخرجه: البخاري رقم (926).