×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 ويخرج إذا اجتمعوا، فإذا دخل المسجد سلم عليهم، فإذا صعد المنبر استقبلهم بوجهه وسلم عليهم، ثم يجلس، ويأخذ بلال رضي الله عنه في الأذان،

****

كما في قصة الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، ادعُ الله أن يغيثنا. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، ودعا أن يسقيهم الله الغيث، فنشأت سحابة في الحال، وأمطرت وهم يصلون، وسالت الأودية، وسالت الشعاب، واستمر ذلك إلى الجمعة القادمة، والسماء تمطر، ثم جاء ذلك الرجل أو غيره، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فأدع الله أن يمسكها عنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا، فقال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللهُمَّ عَلَى الآْكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَْوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» ([1])، فانقشعت، وخرجوا يمشون في الشمس.

فإذا عرض عارض يحتاج إلى الدعاء، دعا في الخطبة صلى الله عليه وسلم.

وكانوا إذا اجتمعوا ما يحبسهم، بل إذا اجتمعوا، خرج، وخطب بهم، ولا يحبسهم ينتظرونه، ولا يأتي إلا متأخرًا ويشق عليهم، فإذا اجتمعوا وقد دخل الوقت، فإنه يبادر بالخطبة.

وكان من هدىه صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخل يريد الخطبة، سلم عند دخوله، ثم إذا صعد المنبر، سلم صلى الله عليه وسلم، يستقبلهم بوجهه، ثم يسلم عليهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم يجلس حتى يفرغ المؤذن، ثم يقوم فيخطب صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1013)، ومسلم رقم (897).