فإذا
فرغ قام وخطب، ويعتمد على قوس أو عصا ([1])،
وكان منبره ثلاث درجات ([2])،
****
والأذان الذي هو
علامة على دخول الوقت، والأذان الأول فيه تنبيه الناس على قرب صلاة الجمعة؛ كي
يستعدوا للذهاب لصلاة الجمعة، فيكون مبكرًا قبل دخول الوقت.
فإذا فرغ المؤذن،
قام صلى الله عليه وسلم وخطب، ومن هدىه أنه يعتمد على شيء؛ لأن هذا أثبت له عند
إلقاء الخطبة، ويعينه على الوقوف، كان يعتمد على شيء، إما على قوس أو على عصا.
كان في الأول ليس له
منبر، إنما كان يستند إلى جذع نخلة، يضع يده على جذع نخلة، يعتمد عليها، ثم إن
امرأة من الأنصار كان لها غلام نجار، فاستأذنت من النبي صلى الله عليه وسلم أن
يعمل له غلامها منبرًا من الخشب، فقام النجار، وصنع له منبرًا، وصعد عليه صلى الله
عليه وسلم، وكان ثلاث درجات، فهذا فيه أن المنبر لا يكون طويلاً، بل يكون ثلاث
درجات.
وقد جاء في الحديث أن في آخر الزمان ترفع المنابر، من علامات الساعة، فلا ينبغي رفع المنبر، ولما ترك الجذع وصعد على المنبر، حنّ الجذع إليه، وسمع الناس حنينه وصوته، فنزل صلى الله عليه وسلم، ووضع يده عليه، فسكن، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، أن تحنّ إليه الجوامد.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1096)، وأحمد رقم (17856).