وكان
قبل اتخاذه يخطب إلى جذع، ولم يوضع المنبر في وسط المسجد، بل في جانبه الغربي بينه
وبين الحائط قدر ممر الشاة ([1]). وكان
إذا جلس عليه في غير الجمعة، أو خطب قائمًا يوم الجمعة، استدار أصحابه إليه
بوجوههم،
****
منبره صلى الله عليه
وسلم ما كان في وسط المسجد، إنما كان في الجانب الغربي، الذي هو مكانه الآن، في
غربي الروضة الشريفة، غرب مسجده صلى الله عليه وسلم كان يذهب إليه، ويصعد، ثم
يخطب، ثم ينزل، ثم يذهب إلى القبلة، وبينه وبين الحائط مثل ممر الشاة؛ أي: غير
ملاصق للجدار.
كان صلى الله عليه
وسلم يجلس على المنبر، إذا طرأ طارئ، وجمعهم لأجل هذا الطارئ، كانوا يجتمعون،
وينبههم صلى الله عليه وسلم على ما يطرأ من الأمور؛ إما تجهيز غزو، وإما تنبيههم
على شيء، كان يدعوهم، فإذا اجتمعوا، صعد على المنبر، وجلس عليه، فألقى عليهم صلى
الله عليه وسلم ما يريد من الإرشاد، هذا في غير الجمعة، فكان يجلس، أما في الجمعة،
فكان يقوم، يخطب قائمًا، هذا هدىه صلى الله عليه وسلم.
واستداروا إليه بوجوههم، لا بأبدانهم، هم في صفوفهم، لكن يلتفتون إليه بوجوههم، ويقبلون عليه بوجوههم؛ ليستمعوا ما يقول، أما لو أن الإنسان صَدَّ وغفل، فإنه قد يسرح ذهنه عن الخطبة، لكن إذا كان ينظر إلى الخطيب، وينصت إلى الخطيب، فهذا أدعى إلى أنه يحضر الخطبة بقلبه، وهذا هو السنة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (509).