×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

    وكان يقوم فيخطب، ثم يجلس جلسة خفيفة، ثم يقوم فيخطب الثانية، فإذا فرغ منها أخذ بلال رضي الله عنه في الإقامة.

وكان يأمر بالدنو والإنصات، ويخبر «أَنَّ الرَّجُل إِذَا قَالَ لِصَاحِبِهِ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا» ([1])، «وَمَنْ لَغَا فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ» ([2])،

****

كان صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين في الجمعة، يفصل بينهما بجلسة خفيفة للاستراحة، ولا يوالي الخطبتين، إنما يجلس ويفصل بينهما، فإذا فرغ من الخطبة الثانية، دخل بلال لإقامة الصلاة، فيصلي النبي صلى الله عليه وسلم بهم الجمعة.

كان يأمر الناس بالدنو من الإمام في كل وقت، والإنصات للخطبة من أجل أن يستفيد الفائدتين: القرب من الإمام، والإنصات للخطبة.

يخبر أن الرجل إذا قال لصاحبه: «أَنْصِتْ»، والإمام يخطب، «فقد لغا» أي: ألغى ثوابه وأجره، «فلا جمعة له» يعني: ليس له ثواب الجمعة، وإلا فهو لا يؤمر بإعادة الصلاة، هو صلَّى، ولكن ليس له أجر، وجاء في الحديث الآخر: أنه «كَالْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا» ([3])، ما استفاد من مجيئه وحضوره بسبب أنه تكلم والإمام يخطب.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (512)، والنسائي رقم (1401)، وأحمد رقم (10128).

([2])أخرجه: عبد الرزاق رقم (5420).

([3])أخرجه: أحمد رقم (2033)، وابن أبي شيبة رقم (5305)، والطبراني في الكبير رقم (12563).