فإذا
فرغ من القراءة كبر وركع، ثم يكبر في الثانية خمسًا متوالية ([1])، ثم
أخذ في القراءة، فإذا انصرف، قام مقابل الناس، وهم جلوس على صفوفهم، فيعظهم،
ويأمرهم، وينهاهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثًا قطعه، أو يأمر بشيء أمر به ([2]).
****
إذا فرغ من القراءة بعد الفاتحة، كبر تكبيرة
الانتقال، وركع، والخمس تكبيرات بما فيها تكبيرة الانتقال، ولم يكن هناك منبر على
عهده صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها كانت صحراء، فكان يقوم على الأرض صلى الله عليه
وسلم، فيخطب الناس، فيعظهم. الموعظة مطلوبة في كل خطبة -خطبة العيد، خطبة الجمعة-،
الموعظة والتذكير والتخويف والترغيب هذا مطلوب.
ثم يضيف إليها
التنبيهات التي يحتاج إليها الناس في يوم العيد، في عيد الفطر -مثلاً- يبين لهم
أحكام زكاة الفطر، وفي عيد الأضحى يبين لهم أحكام الأضاحي وما يجزئ منها، وما لا
يجزئ، وماذا يصنع بلحومها؟ أي: حاجة الناس في هذين اليومين.
فكان صلى الله عليه
وسلم يتوخى حاجة الناس، ولم يكن يأتي بمواضيع بعيدة، ولا يحتاجون إليها، أو لا
تختص بهذا اليوم، بعض الخطباء يفوت المناسبة، يأتي بأشياء لا صلة لها بهذا اليوم،
ولا تعلق لها بهذا اليوم.
وإن كان يريد أن يجهز سرية للجهاد، فإنه يجهزها في هذا الموقف، أو يأمر بصدقة أو في مناسبة يرى محتاجين، فيأمر بالتصدق عليهم.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (536)، وابن ماجه رقم (1279)، والبيهقي رقم (6173).