ولم
يكن هنالك منبر، وإنما كان يخطب على الأرض، وأما قوله في حديث «الصحيحين»: «ثُمَّ
نَزَلَ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى النِّسَاءَ» ([1]) إلى
آخره، فلعله صلى الله عليه وسلم كان يقوم على مكان مرتفع،
****
نعم، هذا هديه صلى
الله عليه وسلم، لم يكن هناك منبر ولا بناء، إنما كان يخطب على الأرض، لكن صار
الناس يسورون مصليات العيد، ويجعلون فيها منبرًا، وهذا يقصد به حماية مصليات العيد
من أن يعبث فيها أو أن تقتطع وتتملك، فيسورونها من أجل الاحتفاظ بها.
نزل: ليس معناه أنه
نزل من منبر، وإنما نزل -والله أعلم- من مكان مرتفع كان يقوم عليه، فلا بد أن يكون
الامام في مكان مرتفع؛ حتى يراه الناس، القاصي والداني، لا يكون في مكان منخفض،
والمأمومون أرفع منه.
وذهابه صلى الله
عليه وسلم إلى النساء بعدما خطب الرجال، هذا فيه أن النساء -أيضًا- يحتجن إلى
التنبيه، لم يسمعن الخطبة، هذا يدل على أن النساء تعزل عن الرجال، وليس هناك
اختلاط بين الرجال والنساء؛ كما يطالب به دعاة التحرير أو التخريب، لا نسميه
التحرير، نسميه التخريب، يدعون إلى الاختلاط.
هذا دليل قاطع وقاصم لهم بأن النساء لا تختلط مع الرجال بمواطن العبادة، مواطن الصلاة، فكيف بغيرها؟! والآن -والحمد لله- لما وجد مكبر الصوت، ما عاد يحتاج الخطيب أن يذهب إلى النساء، وإنما يسمعن بالمكبر، فيخصهن بموعظة، تنبيهات للنساء من مكبر الصوت، لا يهمل النساء، بل يجعل لهن نصيبًا من الخطبة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (961)، ومسلم رقم (888).