×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان كسوفها في أول النهار على مقدار رمحين أو ثلاثة من طلوعها، فتقدم فصلى ركعتين، قرأ في الأولى بالفاتحة وسورة طويلة، وجهر بالقراءة، ثم ركع، فأطال الركوع، ثم رفع، فأطال القيام، وهو دون القيام الأول،

****

ولما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم، خرج من بيته يجر رداءه، يخشى أن تقوم الساعة: ﴿لَا تَأۡتِيكُمۡ إِلَّا بَغۡتَةٗۗ [الاعراف: 187]، فلا يعلم قيامها إلا الله سبحانه وتعالى، فهذا التغير الذي يحدث للشمس ويحدث للقمر يخشى أن يستمر، وتقوم الساعة.

كان كسوف الشمس الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد طلوع الشمس قريبًا من طلوعها، كان مقدار ارتفاعها رمحًا أو رمحين، وهي تكسف في أول النهار، وفي وسطه، وفي آخره.

قرا بالفاتحة وسورة طويلة، بقدر سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلاً نحوًا من قيامه، ثم رفع، وقال: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»، وقرأ الفاتحة، ثم قرأ بعدها سورة طويلة، ولكنها أقل من التي قبلها، ثم ركع ركوعا طويلاً نحوًا من قيامه الثاني، لكنه أقل من الأول، ثم سجد سجدتين، ثم قام، فصلى الثانية مثلما صلى الأولى، صلى ركعتين بأربعة ركوعات وأربعة سجودات، ثم سلم، وجهر بالقراءة، وسمعه الصحابة، بعضهم قال: إنه قرأ بسورة البقرة، أو نحوًا منها ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5197).