وقال
لما رفع رأسه: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»، ثم أخذ في
القراءة، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل
في الثانية ما فعل في الأولى، فاستكمل في الركعتين أربع ركوعات، وأربع سجدات.
****
يعني: بالتدريج،
ينخفض في صلاة الكسوف بالتدريج، وهذه هي الصفة المشهورة والراجحة في صلاة الكسوف،
وإلا فقد وردت فيها صفات أخرى، ولكن الكسوف لم يحدث في عهده إلا مرة، فلا يمكن أن
يقال: إن هذه الصفات محمولة على تعدد الفعل منه صلى الله عليه وسلم، وإنه تارة فعل
كذا، وتارة فعل كذا، لا مجال للحمل على التعدد؛ إذًا: يتعين الترجيح بين هذه الروايات.
وأرجحها هذه الصفة
التي ذكرها المؤلف رحمه الله ؛ يصلي ركعتين، في كل ركعة ركعتان وسجدتان، فتكون
ركعتين بأربعة ركوعات، وأربع سجدات، هذه الصفة الراجحة، وإلا فقد ورد أنه ركع في
كل ركعة ثلاثة ركوعات ([1])، وورد أنه ركع في
كل ركعة أربعة ركوعات ([2])، وورد أنه صلاها
ركعتين كالعادة، في كل ركعة ركوع واحد وسجدتان ([3]).
فمن العلماء من حمل هذا على تعدد الصفات، تارة يفعل هذا وتارة يفعل هذا، ومنهم من لجأ إلى الترجيح، وهذا هو الصحيح؛ لأن هذا لم يتكرر؛ حتى يحمل كل مرة على صفة، إنما هي مرة واحدة، فلا بد من ترجيح بعضها على بعض.
([1])أخرجه: مسلم رقم (901).