قال
الشافعي: أخبرني من لا أتهم، عن يزيد بن الهاد: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم كَانَ إِذَا سَالَ السَّيْلُ قَالَ: «اخْرُجُوا بِنَا إِلَى هَذَا الَّذِي
جَعَلَهُ اللهُ طَهُورًا فَنَتَطَهَّرَ مِنْهُ، وَنَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهِ» ([1])،
وأخبرني من لا أتهم، عن إسحاق بن عبد الله: أَنَّ عُمَرَ، كَانَ إِذَا سَالَ
السَّيْلُ ذَهَبَ بِأَصْحَابِهِ إِلَيْهِ وَقَالَ: «مَا كَانَ لَيَجِيءَ مِنْ
مَجِيئِهِ أَحَدٌ إِلاَّ تَمَسَّحْنَا بِهِ» ([2]).
****
وهذه سنة -أيضًا- أنهم كانوا إذا سالت الأودية،
يخرجون إليها، ليغتسلوا منها، وأيضًا لينظروا إلى رحمة الله، فالخروج إلى الأودية
بعد نزول المطر هذا سنة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم أن يخرجوا.
ويخرجون خروج شكر
ودعاء، ما يخرجون للمزاح واللعب، وتضييع الصلاة والسفاهة، لا، بل يخرجون لشكر الله
تعالى، والنظر إلى رحمته، والنظر إلى آياته سبحانه وتعالى اعتبارًا وشكرًا.
يعني: المطر،
«مَجِيئِهِ» يعني: من عند الله، ونزوله من السماء.
«إِلاَّ
تَمَسَّحْنَا بِهِ»؛ لأنه مبارك، الله قال: أنه مبارك، ﴿وَنَزَّلۡنَا مِنَ
ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ مُّبَٰرَكٗا﴾ [ق: 9].
****
([1])أخرجه: البيهقي رقم (6457).