وكان
صلى الله عليه وسلم إذا رأى الغيم والريح، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَأَقْبَلَ
وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أَمْطَرَتِ سُرِّيَ عَنْهُ، وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ، وَكَانَ
يَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْعَذَابَ ([1]).
****
كان صلى الله عليه وسلم يخاف من الغيم إذا
أقبل، ويخاف من الريح إذا أقبلت أن تكون عذابًا؛ كما حصل للأمم السابقة، كما قال
قوم هود: ﴿فَلَمَّا
رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ
مُّمۡطِرُنَاۚ﴾ ما يخافون الله ويخافون أن هذا عقوبة، لا، ﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ
هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا
عَذَابٌ أَلِيمٞ ٢٤ تُدَمِّرُ
كُلَّ شَيۡءِۢ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ
كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ﴾ [الأحقاف: 24- 25].
فيخاف من الرياح وقد
أهلك الله بها أمة عظيمة قوية، ويخاف -أيضًا- من السحب إذا أقبلت أن تكون عذابًا،
قوم شعيب أمطرتهم سحابة؛ أمطرتهم نار تلظى، أظلتهم سحابة، وظنوها مطرًا، وصاروا
تحت ظلها؛ لأنهم كانوا في شدة حر، فأمطرت عليهم النار -والعياذ بالله-، فيخشى من
هذا، ﴿فَأَخَذَهُمۡ
عَذَابُ يَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ﴾ [الشعراء: 189].
فكان يعرف ذلك الخوف في وجهه صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يخاف من الله عز وجل.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3206)، ومسلم رقم (899).