مِّنَ ٱلۡفُلۡكِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مَا تَرۡكَبُونَ ١٢ لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ ١٣ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 12- 14]، ثم يدعو بدعاء السفر: «اللهُمَّ، هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ، أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَْهْلِ، اللهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الأَْهْلِ وَالْمَالِ».
فهذه أدعية نبوية تقال في السفر، ﴿لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ﴾، فكان صلى الله عليه وسلم يقول: «الْحَمْدُ لله»، هذا شكر النعمة لله، ويأتي بالآية: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ﴾؛ أي: مطيقين، ما كنت تطيق هذه الأشياء لولا أن الله سخرها لك، هل تطيق الباخرة؟ هل تطيق السيارة؟ هي أقوى منك، هل تطيق الجمل؟ هو أقوى منك، الفرس هي أقوى منك، لكن الله سخرها، وذللها لك، فأنت تحمد الله على ذلك.
﴿وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ﴾: ولولا تسخير الله، ما كنت تطيق هذه المراكب، تجد الطفل الصغير يدبر البعير، ويسوقه، ويركبه، والبعير منقاد له، ومستذل للطفل الصغير، السيارة من يقواها، حديد ونار، الإنسان؟ بل الله سخرها له، يدبرها، ويسوقها، ويسرع، ويوقفها إذا أراد، هذا من تسخير الله عز وجل ؛ مثل الطائرة والمركب، سخرها الله بيدك، هذا تسخير الله لك، ليس بحولك ولا بقوتك.