×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وقوله: «مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ» ([1])، علمت أن هذا الترجيع منه اختيار لا لهز الناقة، وإلا لم يحكه ابن المغفل اختيارًا ليتأسى به، ويقول: كان يرجع في قراءته.

****

 بِأَصْوَاتِكُمْ»، ولا شك أن الفرق واضح بين من يحسن صوته بالقرآن ومن لا يحسن صوته به، التأثير واضح.

فينبغي للمسلم أن يحسن صوته ما استطاع بالقرآن، ومن الناس من وهبه الله حُسن الصوت، فهذه نعمة من الله عز وجل ؛ كما كان لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه، فقد وهبه الله حسن الصوت، وكان صلى الله عليه وسلم يستمع لقراءته في صلاة الليل، كان يمر من عند بيته، ويسمع قراءته في صلاة الليل ([2]).

والترجيع هو: التغني؛ يعني: تحسين الصوت.

وهو على الراحلة يحسن صوته بالقرآن.

و«مَا أَذِنَ» يعني: ما سمع، ودلَّ على أن الله يحب منا أن نحسن أصواتنا بكلامه.

وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يتعمد هذا الترجيع، ليس من أجل سير وهز الناقة -كما قاله بعضهم-، وإنما هذا شيء قصده صلى الله عليه وسلم من أجل تحسين الصوت بالقرآن.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (7544)، ومسلم رقم (793).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5048)، ومسلم رقم (793).