×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ثم يقوم هو وأصحابه على قبره سائلين له الثبات، ثم يتعاهده بالزيارة إلى قبره، والسلام عليه، والدعاء له،

****

 له التثبيت، قال صلى الله عليه وسلم -لما دفن ميتًا-: «اسْتَغْفِرُوا لأَِخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ؛ فَإِنَّهُ الآْنَ يُسْأَلُ» ([1])، فهذا مما ينفع الميت بإذن الله.

والله جل وعلا قال في المنافقين: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ [التوبة: 84]، فدل على أن المؤمن يقام على قبره، ويدعى له، ويستغفر له.

الثبات عند السؤال؛ سؤال الملكين، «اللهم، اغفر له، اللهم، ثبته»، ويكررون هذا، ثم أيضًا لا تنقطع صلته بالميت إذا مات ودفن، يقول: انتهى الأمر، دفن. لا، بل يعوده في قبره، ويسلم عليه، ويدعو له، وهذا ما يسمى بزيارة الأموات، زىارة القبور الزيارة الشرعية؛ فإنها تنفع الأموات بإذن الله.

فزيارة القبور سنة مؤكدة على الصفة الشرعية، لا تزار القبور لأجل الاستغاثة بالأموات، أو الدعاء عند قبورهم -كما يفعلها المبتدعة والخرافيون-.

زيارة القبور -كما ذكر أهل العلم- على قسمين: قسم مشروع، وقسم ممنوع.

فالزيارة الشرعية: هي التي يكون فيها نفع للميت بالدعاء له، والسلام عليه.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3221)، والحاكم رقم (1372).