فأول
هذا: تعاهده في مرضه، وتذكيره الآخرة وأمره بالوصية، والتوبة، وأمر من حضره
بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه،
****
أما الزيارة
الممنوعة: فهي التي يقصد منها الزائر الشرك بالله والبدعة بدعاء الأموات،
والاستغاثة بهم، والتبرك بتربتهم، أو الدعاء عند قبورهم، يظن أن الدعاء يقبل في
هذا المكان، الدعاء لنفسه أو للأحياء، هذا من البدع.
ولا تنقطع صلة
المسلمين بأخيهم بعد دفنه، بل يكون هناك صلة بعد الدفن، بزيارة قبورهم؛ للدعاء لهم
والسلام عليهم.
هذا من محاسن هذا
الدين، دين الإسلام، وأول ذلك هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض، ثم عند
قبض روحه ماذا يعمل به؟ ويهيأ ويجهز، وبعد دفنه الدعاء له، والاستغفار له، ثم
زيارة قبره والسلام عليه، والدعاء له بصفة مستمرة لا تنقطع.
وفي مرضه تذكيره
التوبة والاستغفار وأمره الوصية، إذا كان عليه حقوق للناس، أو عنده ودائع وأمانات
يجب عليه أن يوصي بها؛ لأجل ألا تضيع، أما الوصية بشيء من ماله بعد موته، فهذه
مستحبة، في حدود الثلث فأقل.
وكذلك من آداب عيادة المريض أنه إذا احتضر، فإنه يلقن لا إله إلا الله ليقولها، وتكون آخر كلامه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1])، فيلقن «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22034).