×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فكان من هديه إقامة عبودية الرب -تعالى- على أكمل الأحوال، وتجهيز الميت إلى الله -تعالى- على أحسن الأحوال، ووقوفه وأصحابه صفوفًا يحمدون الله ويستغفرون له، ثم يمشي بين يديه إلى أن يودعوه حفرته،

****

  وكان -أيضًا- يعمل على تجهيز الميت والصلاة عليه وحمله، ودفنه، ولا تحبس جنازة الميت؛ لأنه صلى الله عليه وسلم نهى أن تحبس جنازة الميت بين ظهراني أهله ([1])، بل يبادر بتجهيزها، وحملها ودفنها على أحسن الأحوال إلا إذا دعت الحال إلى تأخير الدفن لمصلحة الميت.

إذا كان هذا أصلح للميت؛ لحضور من يصلون عليه، ويدعون له، أو كان هذا أرفق بأهله، أو كان تأخير الميت من ناحية أمنية؛ لأجل أن تجرى عليه النواحي والتحريات التي تبين سبب الوفاة إذا اشتبه في أمره، وأنه مجني عليه، فهذا غرض صحيح، لا بأس أن يؤخر من أجله.

فإذا غسل وكفن، فإنه يقدم للمسلمين، يصلون عليه، فيقفون صفوفًا خلف الإمام، ويدعون له، ويستغفرون له، الصلاة على الميت دعاء وشفاعة له، وهي من مصلحته، وهذا من محاسن الإسلام.

ثم يشيعه صلى الله عليه وسلم، ويمشي بين يدي الجنازة؛ يعني: أمام الجنازة، فالمشاة يكونون أمامها، والركبان يكونون من خلفها، ثم بعد الدفن لا ينصرفون، حتى يقوموا على القبر، ويستغفروا للميت، ويسألوا


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3159).