×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في الجنائز أكمل الهدي مخالفًا لهدي سائر الأمم، مشتملاً على الإحسان إلى الميت وإلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة عبودية الحي فيما يتعامل به الميت.

****

 سبحانه: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 156]، فإذا رأى أن المريض يحتضر، أو أنه قد مات؛ خرجت روحه، فإنه يقول: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»؛ كما أرشد الله إلى ذلك، بدل الجزع والنياحة والسخط.

هذا حكم عيادة المريض، أما هديه صلى الله عليه وسلم في جنائز المسلمين، فهو أكمل هدي، شرع أن يحسن إلى الميت، أن يجرد من ثيابه التي عليه؛ لئلا يحمي جسمه، ويسجى بغطاء ضاف عليه، ويهيَّأ للتغسيل، وكان يغمض عينيه؛ لأن عيني المحتضر يجحظان عند الوفاة، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ» ([1])، فتجحظ عينا المريض، فلا تترك مفتوحتين، وإنما تلائم بعضها على بعض، وتغمض، كذلك لا يترك فمه مفتوحًا، بل يضم فمهُ، ويلين الحنك، حتى ينطبق على الآخر.

فالإحسان إلى الميت: الرفق بجثته وبسترها، وحفظها. والإحسان إلى أهله: بأن تعينهم؛ لأن هذا يؤنس أهله، إذا جئت وحضرت، فهذا مما يخفف عنهم المصيبة، ويرشد الحي كيف يعامل الميت بما يليق من ناحية العبادة لله عز وجل، وعدم الجزع والسخط.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (920).