×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يخص يومًا بالعيادة ولا وقتًا، بل شرع لأمته عيادة المريض ليلاً ونهارًا، وكان يعود من الرمد وغيره ([1])، وكان أحيانًا يضع يده على جبهة المريض، ثم يمسح صدره وبطنه، ويقول: «اللَّهُمَّ، اشْفِهِ» ([2])، وكان يمسح وجهه أيضًا. وإذا أيس من المريض قال: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».

****

 للمخلوق، فهم يستغنون عن غير الله سبحانه وتعالى، وهذا من تمام تحقيقهم للتوحيد.

ولو أن طلب الرقية جائز، لكن تركه أحسن، أما رواية: «لاَ يَرْقُونَ»؛ كما نبه عليها شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم هنا، وأن الصواب لا يسترقون، لا لفظة «لاَ يَرْقُونَ»؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يرقي المريض ومن به قرحة أو جراحة، كان يرقي، ويفعل هذا، وهو أكمل الخلق توحيدًا وإيمانًا، فهذه اللفظة غير صحيحة.

العيادة مفتوحة، إلا إذا كان المريض أو المستشفى يحدد وقتًا للزيارة، فلا بأس، أما إذا لم يكن هناك تحديد من المريض أو أهله أو من المستشفى، فكل وقت صالح للزيارة من ليل أو نهار، ويراعى الوقت المناسب للزيارة، ولا تحدد بيوم -أيضًا-: يوم الخميس، يوم الجمعة، لا، كل يوم صالح للزيارة.

كان يعود من الرمد الذي يصيب العين؛ لأن هذا مرض، وإذا أيس من المريض قال: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»؛ عملاً بقوله


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (12586)، والحاكم رقم (1266)، والبيهقي في الشعب رقم (8758).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5659)، ومسلم رقم (1628).