وكان
يرقي من به قرحة، أو جرح أو شكوى، فيضع سبابته بالأرض، ثم يرفعها ويقول: «بِسْمِ
اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ
رَبِّنَا»، وهذا في «الصحيحين» ([1])، وهو
يبطل اللفظة التي جاءت في حديث السبعين ألفًا: «لاَ يَرْقُونَ» ([2])، وهو
غلط من الراوي،
****
أما من ليس فيه مرض، وإنما فيه إصابة أو خدشة
أو جرح، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يرقي، بأن يضع إصبعه على الأرض، ثم يضعه على
الإصابة، ويقول: «بِسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا،
يُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا»؛ يعني: يضع سبابته على التراب، ثم
ينفث فيها من ريقه صلى الله عليه وسلم، ثم يمسح به محل الإصابة.
هذا -كما سبق- في
كتاب التوحيد في حديث السبعين ألفًا، في باب: من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
ولا عذاب، وفيه حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، لما
سُئل عنهم صلى الله عليه وسلم قال: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ
يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» ([3]).
هذه صفاتهم، «لاَ يَسْتَرْقُونَ»؛ يعني: لا يطلبون الرقية من غيرهم؛ لأن هذا فيه حاجة للمخلوقين، فهم يتوكلون على الله، ويطلبون من الله، يستغنون بالله عن المخلوقين؛ لأن سؤال المخلوق فيه ذلة
([1])أخرجه: البخاري رقم (5745)، ومسلم رقم (2194).