×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

   وسَنَّ الخشوع للموت، والبكاء الذي لا صوت معه، وحزن القلب، وكان صلى الله عليه وسلم يفعله، ويقول: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرْضِي الرَّبَّ» ([1])،

****

 عِبَادِهِ، وَلاَ يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ إِلاَّ الرُّحَمَاءَ» ([2])، فالبكاء لا يستطيع الإنسان منع نفسه منه.

قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا» ([3])، فالبكاء لا يؤاخذ عليه الإنسان، وإنما المحرم هو رفع الصوت بالنياحة والجزع، وأمور الجاهلية.

وقد برئ صلى الله عليه وسلم من الصالقة والحالقة والشاقة ([4]).

الصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة.

والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة.

والشاقّة: التي تشق جيبها عند المصيبة، تبرأ منها الرسول صلى الله عليه وسلم.

أما الخشوع والبكاء الذي ليس معه صوت، فهذا لا بأس به، ولا يؤاخذ عليه الإنسان، والحديث دل على أن البكاء ودمع العين وحزن القلب لا يؤاخذ عليه الإنسان؛ لأنه ليس باختياره، وأيضًا يدل على الرحمة، إنما الذي يؤاخذ عليه اللسان، وما ينطق به من الصوت، والتحسر وغير ذلك.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1303)، ومسلم رقم (2315).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5655)، ومسلم رقم (923).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1303)، ومسلم رقم (2315).

([4])أخرجه: البخاري رقم (1296)، ومسلم رقم (104).