وكان لا يغسل الشهيد قتيل المعركة ([1]).
****
ذهب، وغَسَلَه
الماءُ، لكن يجعل في الأخيرة؛ لأجل أن يبقى على الميت.
الشهيد لا يغسل، بل
يدفن بدمائه؛ لأن دماء الشهيد أثر من الطاعة، فتبقى عليه، ولا تغسل؛ لأنها بها شرف
له، وفيها خير له، فلا يغسل، ولا يكفن في غير ثيابه التي قتل فيها، يكفن في ثيابه
التي قتل فيها، ولا تستبدل.
ولا يصلى عليه؛ لأن
الصلاة شفاعة، والشهيد لا يحتاج إلى الشفاعة؛ لأنه مغفور له، وأيضًا هو حي؛ كما
قال تعالى: ﴿وَلَا
تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن
لَّا تَشۡعُرُونَ﴾ [البقرة: 154]، وفي آية آل عمران: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
والشهيد المراد به: قتيل المعركة في
سبيل الله، في الجهاد.
هناك شهداء، لكنهم
ليسوا شهداء معركة، فالموت بالطاعون شهادة، وموت المرأة في نفاسها وولادتها شهادة،
وموت الفجأة، وموت الحوادث، وسقوط الجدار، أو الهدم أو غير ذلك، الموت المفاجئ
شهادة للمسلم، لكن شهادة في الآخرة، أما في الدنيا، فيعامل معاملة الأموات، أما
شهيد المعركة، فهو شهيد في الدنيا، وفي الآخرة.
قتيل المعركة: قتيل المعركة خاصة، والمراد الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، أما المفسدون في الأرض، ويقتلون المسلمين
([1])أخرجه: البخاري رقم (1343).