والمعاهدين، ويقولون: هذا جهاد، وهذه شهادة. هذا
كذب على الله سبحانه وتعالى، هؤلاء قتلة لأنفسهم، ومن قتل نفسه، فهو في النار، هم
يقولون: لا، نحن في الجنة. من الذي أعطاكم الجنة؟ الذي يقتل نفسه هذا في النار؛
كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ([1]).
ما كان الصحابة
يقتلون أنفسهم في الجهاد، إنما يُقْتَلون، قتلوا في سبيل الله، أما أنه يقتل نفسه
في المعركة، هذا ليس بشهيد، كان رجل يجاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبدى من
الشجاعة ما أعجب الصحابة، فذكروه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أَمَا
إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»، فعند ذلك استغرب الصحابة، فتابعه رجل، وراقبه،
ماذا يحصل منه؟ فجرح في إحدى المعارك، فلم يصبر على الجراحة، فقتل نفسه -والعياذ
بالله-، فظهر بذلك مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ» ([2]).
فالإنسان لا يقتل
نفسه، لا في المعركة ولا في غيرها، لكن إذا قُتل وهو في سبيل الله، فهو شهيد، أما
هؤلاء الذين ينتحرون، ويقتلون أنفسهم، فهذا غلط من ناحيتين:
أولاً: أنه اعتداء، وليس جهادًا في سبيل الله، اعتداء على المعصومين من المسلمين والمستأمنين، وأيضًا المعاهدين.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5778)، ومسلم رقم (109).