وكان يأمر مَن وَلِي الميتَ أن
يحسن كفنه، ويكفنه في البياض،
****
الإحرام، هذا هديه صلى الله عليه وسلم في المحرم
إذا مات في إحرامه، ونهى عن تغطية رأسه: «وَلاَ تُمِسُّوهُ طِيبًا، وَلاَ
تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ» ([1])؛ يعني: لا تغطوا
رأسه كحالته يوم أن كان حيًّا.
كان صلى الله عليه وسلم يأمر من يتولى تكفين الميت أن يحسن كفنه، بأن يجعل الكفن ضافيًا عليه، وأن يكفن بثلاثة أثواب؛ يعني: بثلاث لفائف ضافية على جسمه؛ واحدة فوق الأخرى، هذا الرجل، وأن يكفن، ويختار له اللون الأبيض من الأقمشة، يختار له اللون الأبيض -رجلاً كان أو امرأة- قال صلى الله عليه وسلم: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ؛ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» ([2]). وقد كُفِّنَ صلى الله عليه وسلم بثلاثة أثواب بيض، ليس فيهن قميص ولا عمامة؛ كما ذكرت عائشة -رضي الله تعالى عنها-، بثلاثة أثواب من القطن، وهو الكرسف ([3]). وهذا يستدعي تحسين التغسيل وتحسين الكفن على السنة، يستدعي أن يكون المغسل ذا معرفة بالأحكام الشرعية، فيطلب الذين يتولون تغسيل الأموات، سواء كانوا متبرعين أو بالأجرة، ويجب عليهم أن يتعلموا أحكام التغسيل وأحكام التكفين؛ حتى يتقنوا عملهم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1267)، ومسلم رقم (1206).