وكان
إذا قدم إليه ميت، سأل: «هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟»، فإن لم يكن عليه دين، صلى عليه،
وإن كان عليه دين، لم يصل عليه، وأمر أصحابه أن يصلوا عليه ([1])،
*****
كان صلى الله عليه
وسلم إذا قدم إليه ميت ليصلي عليه، سأل -هذا في أول الأمر- سأل: هل عليه دين؟ فإن
قالوا: عليه دين. تأخر، وقال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ»؛ لأن صلاته صلى
الله عليه وسلم شفاعة للميت، والدين لا تسقطه الشفاعة؛ لأنه حق مخلوق، شفاعة
الرسول صلى الله عليه وسلم مقبولة عند الله.
فكان لا يصلي على
المدين في أول الأمر؛ لأن شفاعته صلى الله عليه وسلم لا تسقط حق المخلوق، فلما وسع
الله عليه، صار عنده شيء من المال -من الفيء-، كان يتحمل الدين، ويترك ما خلفه
الميت لورثته، ويصلي عليه، كان يصلي عليه في آخر الأمر.
مرة قدم له ميت؛ كما في حديث جابرٍ، قال: تُوُفِّيَ رَجُلٌ وَحَنَّطْنَاهُ، وَكَفَّنَّاهُ، ثُمَّ أَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقُلْنَا: تُصَلِّي عَلَيْهِ؟ فَخَطَا خُطًى، ثُمَّ قَالَ: «أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟» قُلْنَا: دِينَارَانِ، فَانْصَرَفَ، فَتَحَمَّلَهُمَا أَبُو قَتَادَةَ، فَأَتَيْنَاهُ، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: الدِّينَارَانِ عَلَيَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْغَرِيمُ، وَبَرِئَ مِنْهُمَا الْمَيِّتُ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ: «مَا فَعَلَ الدِّينَارَانِ؟» فَقَالَ: إِنَّمَا مَاتَ أَمْسِ، قَالَ: فَعَادَ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: لَقَدْ قَضَيْتُهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الآْنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ» ([2]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (2289).