فإن
صلاته صلى الله عليه وسلم شفاعة، وشفاعته موجبة، والعبد مرتهن بدينه، لا يدخل
الجنة حتى يقضى عنه، فلما فتح الله عليه كان يصلي على المدين، ويتحمل دينه، ويدع
ماله لورثته ([1]).
فإذا
أخذ في الصلاة عليه كبر وحمد الله وأثنى عليه.
****
فدل على أن تحمل
الحي دين الميت لا يبرئ ذمته حتى يسدد؛ لأن بعض الناس يظن أنه إذا تحمل وتكفل أنه
يبرأ الميت، لا، لا يبرأ الميت، إلا إذا سدد عنه الدين بالفعل، فلا يترك المدين
بدون صلاة، لكن لا يصلي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن يصلي عليه بقية
المسلمين.
وهذا يدل على عظم
الدين، ومسئولية الدين، وأن الإنسان لا يتساهل بحقوق الناس، بل يؤديها لهم، ويبرئ
ذمته منها.
شفاعته موجبة،
مقبولة عند الله، ولكنها لا تصلح للمدين؛ لأن الدين حق مخلوق، ولا تسقطه الشفاعة،
حتى الشهيد في سبيل الله إذا كان عليه دين، فلا يدخل الجنة، حتى يُقضَى ما عليه من
الديون.
هذا آخر العهد منه
صلى الله عليه وسلم، فدل على أنه إذا كان على الميت دين، وليس له تركة، ولم يقم
أحد بتحمل ما عليه، أنه يوفى من بيت المال، أن دينه يسدد من بيت مال المسلمين، ولا
يترك الدين على الميت، مهما عمل.
صفة الصلاة على الميت أنهم يصفون صفوفًا، ويتقدمهم الإمام، فيصلون عليه، وكلما كثرت الصفوف، فهو أفضل،
([1])أخرجه: البخاري رقم (2298)، ومسلم رقم (1619).