قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن
يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ
كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161]،
وجاء في الحديث أن من غل بعيرًا، جاء يحمله على رقبته يوم القيامة، من غل بقرة،
يأت بها، من غل دراهم أو أشياء، يأت بها، أو غل شملة -وهي القطعة من الصوف؛ الكساء
أو الفراش-، من غله، يأتي به يوم القيامة ([1]).
وأخبر أن رجلاً من
المجاهدين في النار، فاستشكل الصحابة، بيّن صلى الله عليه وسلم أنه غلّ شملة،
وقال: «لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا» ([2])، تلتهب الشملة التي
غلها عليه نارًا -والعياذ بالله-، والواجب على المسلم الأمانة، وألا يأخذ من
الغنيمة، إلا ما يقسم له حسب الشرع، وإن كان من المجاهدين، فلا يأخذ شيئًا، إلا
بالقسمة الشرعية.
وكذلك الأخذ من الأموال العامة، التي هي لمصالح الناس، الموظف لا يأخذ إلا راتبه، فلا يأخذ إذا ولي على محاسبة، أو على صندوق، أو على شيء، هذا غلول، أو كان يجمع الزكاة، لا يأخذ هدايا، هذا غلول، قال صلى الله عليه وسلم: «هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ» ([3]). وَقَدْ أَرْسَلَ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَاتِ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: «هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي»، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَ، وَخَطَبَ، وَقَالَ: «مَا بَالُ العَامِلِ نبْعَثُهُ، فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ، وَهَذَا لِي، فَهَلاَّ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ
([1])أخرجه: البخاري رقم (7174)، ومسلم رقم (1832).