ولا
تطيينها، ولا بناء القباب عليها،
****
«ولا تطيينها»: جعل عليها طين
فوقها، أو تجصيصها، أو طلاؤها بالنورة، أو بالألوان، لم يكن صلى الله عليه وسلم
ولا أصحابه ولا سلف هذه الأمة يفعلون شيئًا من ذلك.
والبناء عليها: لا
يبنى عليها مسجد، وهذا نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، ولعن من
فعله، وقال: إنه من فعل اليهود والنصارى، فلا يبني عليها مسجد، ولا يبنى عليها قبة
أو ضريح -كما يسمونه-، لا يجعل عليها بناء أبدًا.
تكون القبور بحالها،
عليها ترابها، يجعل عليها نصائب على أطرافها؛ لتعلم حدود القبر، ويكتفي بهذا، هذه
قبور المسلمين من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أما هذه المبالغات في القبور،
والزخارف، وأشد من ذلك وضع الأستار عليها، ووضع صناديق تبرعات لها، وهي في الحقيقة
صناديق للسُّرَّاق الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، فيستثمرون القبور، ويجعلونها
موارد للكسب -إما للأفراد، وإما للدولة-، فهذا من شر الأمور وأقبح المكاسب، وهذا
خارج عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يطيبون القبور، ويجمرونها
بالبخور، أو الشمعات أو غير ذلك، ما كانوا يفعلون هذا؛ لأن كل هذا من مظاهر الغلو
في الميت.
ومن يفعلون هذه الأمور لهم مقاصد من إضلال الناس، ومن جمع المال، واكتساب المال، يجعلون لها سدنة؛ كما تكون السدنة على بيت الله العتيق؛ لصيانتها، وللدعاية لها، وفتحها وإغلاقها، وغير ذلك.