وقد
بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه «أَنْ لاَ يَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسه،
وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّاهُ» ([1])،
فسنته تسوية هذه القبور المشرفة كلها، ونهى أن يجصص القبر وأن يبنى عليه، وأن يكتب
عليه،
****
والتمثال هو الصورة
المبنية على شكل إنسان أو حيوان، وهذا أشد أنواع التصوير -والعياذ بالله-، قد
رأينا في بعض البلاد أنهم يجعلون تمثال الميت على قبره، فإذا أقبلت على المقبرة،
ترى أناسًا واقفين، ونساء واقفات، تظنهم أحياء، إذا وصلت، تجدها تماثيل، كل ميت
يجعلون له تمثالا فوق قبره -رجلاً كان أو امرأة-، بحيث إذا أقبلت، تظن أنها جموع
من الناس، وهي تماثيل -والعياذ بالله-.
فسنته تسوية هذه
القبور المشرفة؛ سواء أشرفت أو ارتفعت بإضافة تراب إليها، أو بالبناء عليها، كل
هذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بإزالته وتسويته.
كذلك نهى أن يجصص
القبر بالجص؛ لأن هذه زخرفة، ودعاية لهذا القبر، ومثل التجصيص كل سائر الألوان،
التي تلفت النظر إلى القبر وأنواع الطلاء، وغير ذلك، ونهى أن يبني عليه، وقد عرفنا
البناء.
ونهى أن يكتب على القبر؛ لأن هذا يسبب الغلو في الميت، ويقول العوام وأشباههم: ما كتب اسمه إلا لأن له شأنًا. فلا يكتب اسم ولا تاريخ وفاته؛ لأن هذا سبب أو وسيلة من وسائل الغلو، ولا تاريخ وفاته -متى توفي- ولا غير ذلك.
([1])أخرجه: مسلم رقم (969).