×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان يعلم من أراد أن يعرف قبره بصخرة ([1]).

ونهى عن اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها، ولعن صلى الله عليه وسلم فاعله ([2]).

****

ولا فرق بين عالم وجاهل في ذلك، فيقال: العلماء يكتب على قبورهم، وينوه عنها. لا، هذا لا يجوز، قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ما كتب عليه، أعني: من الداخل، على نفس القبر، وأما الكتابات التي على الحجرة، فهذه كتابات في المسجد، ولا أصل لهذه الكتابات، فهي من التزيد.

«كان يُعلم»؛ أي: يجعل علامة على من أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يزوره ليسلم عليه، يجعل على قبره علامة، صخرة؛ كما جعل هذا على قبر عثمان بن مظعون رضي الله عنه، وضع على قبره حجرًا من أجل زيارته والسلام عليه، الحجر لا يلفت النظر، ولا يعرفه إلا من وضعه.

وكذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد؛ أي: مصليات يصلي عندها؛ رجاء قبول الصلاة، وقبول الدعاء، هذا من فعل اليهود والنصارى، «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». كما قال صلى الله عليه وسلم، يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا ([3]).

فاتخاذ القبور مساجد على نوعين:

إما مجرد الصلاة عندها، فمن صلى في مكان، فقد اتخذه مسجدًا.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3206).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3236)، والترمذي رقم (320)، وأحمد رقم (2030).

([3])أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).