ونهى
أن يُتخذ قبره عيدًا ([1])،
****
هذا في عموم القبور،
وفي خصوص قبره صلى الله عليه وسلم كان النهى أشد؛ لأن مظنة الغلو في حقه صلى الله
عليه وسلم أكثر، فلذلك نهى عن الغلو في قبره صلى الله عليه وسلم، فقال: «لاَ
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» ([2])، والعيد هو مكان
الاجتماع، «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا»؛ أي: تجتمعون عنده.
هذا عيد مكاني،
وهناك العيد الزماني: الفطر والأضحى، هذا عيد زماني، وهناك الأعياد المكانية، وهي
الاجتماعات التي يجتمعون فيها تعبدًا، فإن كان هذا الاجتماع مما شرعه الله
-الاجتماع للصلوات الخمس، الاجتماع عند المسجد الحرام، وفي المشاعر وقت الحج-،
فهذا اجتماع مشروع في هذه الأماكن، الاجتماع للجمعة، الاجتماع في مصلى العيد، هذه
اجتماعات شرعية.
أما الاجتماعات
البدعية، فمثل الاجتماع عند القبور لتعظيمها والتبرك بها، نهى الرسول صلى الله
عليه وسلم عن الاجتماع عند قبره، فقبر غيره من باب أولى، فلا يجوز التردد على قبر
النبي صلى الله عليه وسلم للسلام عليه؛ لأن هذا من اتخاذه عيدًا.
ولذلك ما كان الصحابة كلما دخلوا المسجد يذهبون يسلمون على الرسول، إنما يفعلون هذا إذا قدم أحدهم من سفر، أما من كان بالمدينة، فإذا دخل المسجد النبوي، يصلي في أي مكان منه،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804).