×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ألا تُهان القبور وتُوطأ، ويجلس عليها، ويُتكأ عليها ([1])، ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد وأعيادًا وأوثانًا.

****

 هديه صلى الله عليه وسلم منع الغلو في القبور، مظاهر الغلو نهى عنها كلها؛ من رفع القبر، والبناء عليه، وتجصيصه، والكتابة عليه، وإضاءته، هذا من الغلو، كذلك نهى عن إهانة القبور، كلا الأمرين لا يجوز، الغلو والإهانة، فلا تداس القبور، ولا يجلس عليها، ولا تلقى عليها القاذورات، أو يقضى حاجته عليها، فلا يجوز.

القبور تصان وتحترم، وهذا من هدي الإسلام الوسط؛ من غير غلو ومن غير جفاء، فالميت له حق، حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًا، له حق في احترام قبره، وعدم إهانته، وعدم التعدي عليه، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم، لا الغلو ولا الجفاء في حق الميت، وهدي الإسلام في ذلك هو الوسط، الذي فيه احترام الميت، وفيه منع الغلو، وكل هذا منهي عنه في أحاديث.

هذا الغلو، نهى عن الغلو فيها، ونهى عن إهانتها، وأمر بالتوسط في حقها.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (971).