×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان صلى الله عليه وسلم يزور قبور أصحابه للدعاء لهم، والاستغفار لهم، وهذه هي الزيارة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم،

****

  كان من هديه صلى الله عليه وسلم زيارة القبور، وأمر بذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ»، هذا في أول الأمر، «ألاَ فَزُورُوهَا»، هذا في آخر الأمر، فنسخ النهي، «فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ بِالآْخِرَةِ» ([1])، فيكون غرض الزائر أمرين:

الأمر الأول: تذكر الآخرة والاتعاظ.

والأمر الثاني: الدعاء للميت والسلام عليه.

هذا هو الغرض من الزيارة الشرعية، وهي سنة.

فلا تهجر القبور -وهذا من الاعتدال-، ولا يستغاث بها وتعظم، إنما وسط بين الإفراط والتفريط، فالغرض من الزيارة الشرعية الاعتبار، والاتعاظ، والدعاء للميت، والسلام عليه؛ لأنه بحاجة إلى الدعاء والاستغفار؛ لأنه قد انقطع عمله، فهو بحاجة إلى الدعاء عند زيارة قبره، أو الدعاء له في أي مكان، يدعى لأموات المسلمين، يستغفر له، ويترحم عليه.

أما الزيارة البدعية، فهي الزيارة التي يقصد بها الاستغاثة بالميت، والتبرك بقبره وتربته، والتمسح بقبره، وما أشبه ذلك، هذه زيارة بدعية منهي عنها.

وقد تكون زيارة شركية، إذا كان فيها استغاثة بالميت ودعاء للميت، فهي شركية -والعياذ بالله-، وملعون من فعلها.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (977).