×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأمرهم إذا زاروها أن يقولوا: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُم لاَحِقُونَ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» ([1])، وكان يقول ويفعل عند زيارتها، من جنس ما يقوله عند الصلاة على الميت،

****

هذا الغرض من زيارته صلى الله عليه وسلم لقبور أصحابه: للدعاء لهم، لا لدعائهم، «والاستغفار لهم»: طلب المغفرة لهم، وهذه الزيارة سنة مؤكدة، فيها مصلحة للميت، وفيها مصلحة للحي بأنه يعتبر، ويتعظ، ويتذكر.

هذا الذكر الذي يقال عند زيارة القبور، ولا يستغاث بها، ولا تدعى من دون الله، ولا تطلب الوساطة والشفاعة من القبور، فهذا لا يجوز؛ لأنها زيارة بدعية شركية، وإنها تقال هذه الألفاظ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ»؛ لأن القبور ديار، القبر هو دار البرزخ؛ أي: الانتظار؛ لأن الدور ثلاثة: دار الدنيا، ودار الآخرة، ودار البرزخ، والبرزخ هو الفاصل بين الشيئين. البرزخ فاصل بين الدنيا والآخرة، وهو محل الانتظار إلى البعث، يسمى القبر دارًا، وتسمى القبور ديارًا، وهي البرزخ

كان يقول عند زيارة قبر الميت مثلما يقول عند الصلاة عليه، وقد سبق لنا ما يقول عند الصلاة عليه: «اللهُمَّ، اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، اللهُمَّ، نَقِّهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبَ الأَْبْيَضَ مِنَ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (975).