×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فأبى المشركون إلا دعاء الميت والإشراك به، وسؤاله الحوائج، والاستعانة به، والتوجه إليه،

****

 الدَّنَسِ، اللهُمَّ، أَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ومِنْ عَذَابِ النَّارِ، اللَّهُمَّ، لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُمْ» ([1]) هذا هو الدعاء الذي يقال عند زيارة القبور.

أبى المشركون أن يقبلوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في القبور، وأبدلوها بزيارة شركية، هي دعاء الميت، والاستغاثة به، والتبرك والتمسح بقبره، هذا من تبديل الشرع والعياذ بالله: ﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ [البقرة: 59].

يطلب منه قضاء الحوائج -من المال، أو من الطعام، أو من الذرية-، يطلبون هذا من الأموات -والعياذ بالله-، وكذلك الاستعانة بهم، وهذا من أعجب العجائب، الميت ميت، فكيف يستعان به؟! الميت لا يفيدك شيئًا، الحي هو القادر على الإعانة نعم، إذا كان الإنسان حيًا ويقدر على إعانتك، فليس هناك مانع أن تستعين به، أما الميت فلا يقدر على أن يعينك، فكيف تطلب منه الإعانة وهو ميت مرتهن في قبره، انقطع عمله، ولا يملك شيئا، ينتظر الجزاء والحساب؟!!

وأيضًا هو ليس في عالمك، أنت في عالم، وهو في عالم؛ هو في عالم البرزخ، وأنت في عالم الدنيا.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (963).