عكس
هديه صلى الله عليه وسلم، فإنما هو هدي توحيد وإحسان إلى الميت، وكان من هديه صلى
الله عليه وسلم تعزية أهل الميت ([1])،
****
«والتوجه إليه»؛ أي: القصد إليه في
طلب قضاء الحوائج، جعله وسيلة إلى الله بزعمهم، واسطة بينهم وبين الله.
فعلهم هذا عكس هدي
الرسول صلى الله عليه وسلم، مخالف تمامًا لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في
القبور وزيارتها، فإن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في القبور هدي توحيد الله عز
وجل، وإحسان إلى الميت بالدعاء له، والاستغفار له، والترحم عليه، والسلام عليه،
هذا إحسان إلى الميت، ولا يشوبه شرك؛ كاستغاثة بالميت، أو طلب حوائج من الميت، هو
دعاء مبني على التوحيد.
هذا من حق الأحياء
أقارب الميت؛ لأنهم أصيبوا على ميتهم، وحزنوا عليه، فهم بحاجة إلى من يواسيهم
ويعزيهم، ويخفف عنهم ما هم فيه من الحزن، وهذا له تأثير على المعزين، وفيه إدخال
السرور عليهم، فيستحب تعزية أهل الميت، إن كانوا حاضرين، السلام عليهم والدعاء لهم
ولميتهم، وإن كانوا غائبين، فبالكتابة وبوسائل الاتصال الحديثة؛ كأنه عندك تكلمه،
تدعو له ولميته، تطيب خاطره؛ كأنك حاضر عنده.
فإن لم يكن عنده وسائل الاتصال فبالكتابة، تكتب له بالدعاء والسلام عليه، وغير ذلك، فهذا من حق المسلم على أخيه المسلم، من
([1])أخرجه: البخاري رقم (1284)، ومسلم رقم (923).